الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

الإنتماء

    ·

    في أوج الفتوحات الإسلامية لم تتوحد البلاد تحت مسمى واحد ظلت الاردن هي الاردن ومصر هي مصر والعراق هي العراق كل بحدوده قبل وجود الاستعمار وأمريكا ... 
    مع كل الفتوحات والقوة .. مع قوة تدين المسلمين الفاتحين وإخلاصهم لذاك الدين لم تتوحد الارض تحت إسم واحد بحجة الدين .. لم نسمع من تاجر وملأ الكون ضجيجا بمصطلح الإنتماء للدين .. وكأن الإنتماء للدين لايتم إلاّ ببيع الوطن والأرض .
    مصطلح الانتماء للدين واللعب به والتلاعب بألفاظه لايصدر إلاّ عند النية لبيع وطن .. لو كان الإنتماء للدين لايتم إلاّ ببيع الوطن لباع الزعيم الأكبر والنبي الأعظم محمد عليه السلام مكة التي عذبت وقتلت أصحابه وإشترى دينه .. لكنه إشترى الإثنين وكان محالا أن يفرط في أحدهما 
    أما إذا وجدْتَّ تعارضا بين الانتماء لأرضك ودينك فهذا معناه أن العته والسفه بلغ بك مداه .. وأن شياطين الجن والإنس قد تلبستك ونزعت فطرتك السليمة ليحلوا محلها نواياهم البشعة لتكن في أيدهم مجرد أداة .. ذاك أنه مع نور العقل والفطرة السليمة لايوجد مايسمى التناقض بين الإنتماء لأرض والإنتماء لدين .. هل كل من أحتفظ بحب بلده الكافر باع دينه ؟ هل لو هاجر من بلد الكفر قتل إنتمائه بها ؟ الإنتماء لايعني الإقامة .. أو محاربة الدين لصالح بلد كافر .. حارب الرسول أهله وحارب كفرهم لأجل الدين وبلده أحب بلاد الله إليه .. أليس كذلك ؟ 
    كيف تنتمي لدينك الإسلام وانت لاتعرف معني الانتماء لأرضك وتفرط في إنتماء لم يفرط فيه نبي الإسلام إذ أرضه حينئذٍ كافرة ؟!!
    رمضان شحاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق